في السنوات الأخيرة، شهدنا تطورًا هائلًا في مجال الذكاء الاصطناعي، وهذا التقدم أحدث ثورة في مجالات عديدة بما في ذلك المجال العسكري. ومع ذلك، يواجه العالم خطرًا كبيرًا من تطور هذه التقنية، حيث تزداد المخاوف من استخدام الروبوتات والحواسيب المتطورة لأغراض عسكرية. في هذه المقالة، سنتحدث عن مخاطر الذكاء الاصطناعي على المستوى العسكري وأثره على أمن وسلامة المجتمعات في جميع أنحاء العالم.
1. الأسلحة المستقلة تمثل خطراً
تعد الأسلحة المستقلة من بين المشكلات الرئيسية في استخدام التكنولوجيا الحديثة في العسكرية. تتميّز هذه الأسلحة بقدرتها على العمل والاتخاذ قرارات من دون تدخل من الإنسان، مما يمثل خطراً كبيراً. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي التقنيات الحديثة إلى حدوث أخطاء في الاستخدام، وتسبب ذلك في الحرب الخاطفة التي يغضب منها كل طرف في النزاع. لذلك، يجب على القادة العسكريين والمخترعين العمل على تقنين استخدام الأسلحة المستقلة وضمان سلامة الاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي. ويتعيّن أن تتخذ الحكومات الإجراءات اللازمة لوقف بيع واستخدام هذه الأسلحة حتى يتم اتخاذ الإجراءات الأمنية والإنسانية اللازمة لحماية العالم من خطر الأسلحة المستقلة.
2. التحول المتزايد للأسلحة إلى أكثر ذكاءً
يشهد عالم العسكرية تحولاً متزايداً في التكنولوجيا المستخدمة في تصنيع الأسلحة، فقد بدأت الأسلحة بالتحول إلى أكثر ذكاءً ومرونة، بحيث يمكن للأسلحة الحديثة التحكم بأنفسها واتخاذ القرارات الصحيحة دون الحاجة لمساعدة الإنسان. ولا يختلف الأمر كثيراً في استخدام الذكاء الاصطناعي في هذه الأسلحة، فقد يتم ترك مهام تشغيل الأسلحة للذكاء الاصطناعي دون الحاجة لأي تدخل بشري. هذا التحول يزيد من مخاطر الاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي، حيث يمكن لهذه الأسلحة تحقيق هدفها بشكل أسرع وأكثر دقة، مما يزيد من خطورة استخدامها في الحروب والصراعات العسكرية. ومن هنا يأتي دور ضبط ومراقبة استخدام هذه التحولات التكنولوجية، وضمان أمن الاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي.
3. تفاقم تآكل الخصوصية
تشكل مخاوف تفاقم تآكل الخصوصية واحدة من أبرز المشاكل التي يثيرها استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري. فمن خلال قدرات البحث والمصادرة المتزايدة المتاحة لمؤسسات إنفاذ القانون، يمكن الوصول بسهولة إلى البيانات الحساسة للكثير من الأفراد والمؤسسات، مما يخلق خطراً كبيراً على الخصوصية الفردية والجماعية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوكيات الأفراد ومخاطرها الشخصية، وبذلك يتم تشكيل ملفات خاصة بهم لأغراض محددة. لذلك، يجب أن تتم مراقبة استخدامات الذكاء الاصطناعي بحرص، والعمل على إقرار تشريعات جديدة لحماية الخصوصية الفردية والجماعية في المستقبل.
4. التقدم البطيء في استخدام الذكاء الاصطناعي في الابتكار العسكري
رغم أن الذكاء الاصطناعي يمتلك القدرة على تعزيز القدرات العسكرية، إلا أنه يواجه تحدياً كبيراً في الابتكار العسكري، وهو التقدم البطيء في استخدامه. فقد توضحت بعض المعضلات في تقرير مجلة الفورين أفيرز بأن الولايات المتحدة تواجه صعوبة في استخدام التكنولوجيا الحديثة المجندة في القوات المسلحة، خاصةً في الابتكار العسكري. وهذا التحدي ينبغي معالجته بحرص، خاصة في إطار الإنفاق على الابتكارات العسكرية، وتحقيق الأهداف الاستراتيجية المرجوة عن طريق التكنولوجيا الحديثة التي تعزز القدرات العسكرية.
5. الحاجة إلى ضمان أمن الاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي
يجب أن يكون الاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي آمن ومضمون. ومن أجل ذلك، فإن تحديد طريقة تنفيذ التطبيقات العسكرية للذكاء الاصطناعي بضمان السلامة يعد أمرًا ضروريًا. كما يجب تأمين تطبيقات الذكاء الاصطناعي من أي هجمات إلكترونية أو اختراقات أمنية. ولتحقيق هذه الأهداف، يجب أن تشمل خطط الاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي عمليات التحقق والفحص الدورية وكذلك تدريب الجيش على الطرق المناسبة لاستخدامه بصورة آمنة وفعالة في المعارك. من الضروري تأمين الاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي وضمان سلامة الأفراد والبيانات، حتى لا تدخل تلك التقنيات في أيدي الأطراف المعادية وتؤدي إلى انعكاسات خطيرة على الساحة العسكرية.
6. مخاطر الحرب الخاطفة
أحد المخاطر الكبرى للاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي هو خطر الحرب الخاطفة، والتي يتسبب فيها الأنظمة الذكية في تنفيذ أفعال غير مقصودة لا تخضع لتحكم الجنود أو الأفراد المسؤولين عنها. وبالتالي، يقع النزاع والتصعيد غير المقصود في الصراعات المماثلة.
على الرغم من أن كثيرًا من الخبراء يرون أن هذا الخطر مبالغ فيه، إلا أن المخاوف محقة ويجب النظر فيها بكل جدية. وقد أعلنت الحكومات والمؤسسات المختلفة عن مخاطر الحرب الخاطفة وحاولت تحديد الآليات اللازمة لضبطها ومنعها. ومن أجل تحميل هذه الآليات مسؤولية ومنع حدوث الخطر المذكور، يجب على المنظمات توفير الكثير من الموارد والحلول التقنية للتخفيف من خطر الحرب الخاطفة وحماية العالم بأكمله.
7. تداعيات الأخطاء في الاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي
تعرف الأخطاء على اختلاف أنواعها بأنها تداعيات سلبية للاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي. فقد تؤدي هذه الأخطاء إلى ارتكاب جرائم تحت مسمى خفي، أو خروج الأسلحة المحمولة ذاتياً عن السيطرة، أو استخدام هذه التكنولوجيا في العمليات العسكرية المشبوهة. فعلى الرغم من انتشار استخدام التقنية، إلا أن استخدامها يجب أن يكون بطريقة آمنة وأخلاقية. حيث إن الأخطاء في الاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى تداعيات كارثية على الأفراد والمجتمعات. ولتحقيق سلامة الاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي، يجب وضع قواعد وسياسات صارمة، بما يحقق الأمن العالمي ويمنع المخاطر المحتملة.
8. مخاطر الذكاء الاصطناعي على الجنس البشري
تزداد المخاوف بشأن تأثير تقنية الذكاء الاصطناعي على الجنس البشري، ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى أضرار جسيمة في عدة جوانب حساسة في حياتهم. يعتبر إيلون موسك، مؤسس شركة SpaceX، أن تقنيات الذكاء الاصطناعي قد تكون من أبرز المخاطر التي تهدد مستقبل الجنس البشري، كما تشعر منظمات حقوق الإنسان بالقلق بشأن استخدام هذه التقنية في السياسات الحكومية ذات الربح والخسارة، وتأثير ذلك على الحياة الإنسانية. من المهم الاستعداد للمخاطر التي تهددنا للحفاظ على الأمان والاطمئنان لمستقبلنا.
9. المخاطر الأخلاقية والجوانب الحساسة المترتبة على استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري
يثير استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري مخاطر أخلاقية وجوانب حساسة يجب اعتبارها بجدية. يمكن لتلك التقنيات أن تسمح بتنفيذ أساليب عدوانية وتهديد المدنيين، مما يخالف الأخلاق والقانون الدولي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي إلى تفاقم خطورة الحرب الكهرومغناطيسية وزيادة خطر التحكم في الخصوصية والتأثير على الحريات الشخصية. يجب على المسؤولين في المجال العسكري اتخاذ الحيطة والحذر عند استخدام التقنيات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وضمان التزامها بالأخلاق والقيم الإنسانية. يجب العمل على وضع توجيهات وإجراءات واضحة لضمان استخدام آمن ومسؤول لهذه التقنيات في المجال العسكري.
10. تحذير من تداعيات استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الحروب
يحذّر الخبراء من تداعيات استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الحروب، حيث يمكن أن يؤدي هذا الاستخدام الخاطئ إلى تدمير المجتمعات وتجريح الأبرياء، وبالتالي يتكالب العالم بأسره لتجنب هذه التداعيات المدمرة. وتتطلب استخدام التقنيات المتاحة أن تكون هناك إجراءات صارمة لضمان الأمن وتحقيق السلامة بسبب الأخطاء غير المتعمّدة التي يمكن أن تحدث، كما يحتاج المستخدمون إلى الأخذ بعين الاعتبار التأثيرات النفسية والأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب. يجب التركيز على تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تحقق تقدماً عسكرياً دون أن تضر بالحقوق والكرامة الإنسانية.